Nombre total de pages vues

jeudi 25 décembre 2014

كنا نظن الشيعة الأمامية من الأخيار فإذا بهم من الاشرار رسالي

كنا نظن الشيعة الأمامية من الأخيار فإذا بهم من الاشرار
رسالي

المهدي المنتظر .. حقيقة ام خرافة ؟

المهدي المنتظر .. حقيقة ام خرافة ؟

المهدي خرافة المسلمين
والدجال خرافة اليهود
ونزول عيسى خرافة النصارى ؟
وكل طائفة
لها مخلصها الخاص بها ؟
محمد عياد


المهدي المنتظر .. حقيقة ام خرافة؟


خلق الله للانسان عقلا في منتهى التعقيد وبأسمى صورة ليفكر به ويستعمله للتحليل والاستنتاج ورسم صورة المستقبل ، يسمح للانسان للتفكير بماضيه وحاضره ومستقبله ، يستنبط الحلول من المعطيات والفرضيات التي بين يديه ، ليستدل به عما سيكون بما هو ضمن المنطق والمعقول .
ولكن الملاحظ في التاريخ الاسلامي وتراثه وفلسفة الدين ان شيوخ المسلمين والسلفيين لايعطون العقل مكانا مهما للتفكير والاستنباط ، واستخدام العقل عندهم امر لاقيمة له تجاه النقل المتوارث عن السلف ـ فما ذكره الرسول او اهل بيته او الصحابه 
او الذين فسروا كتاب الله امر لا يقبل النقاش ولا يُرد ولا يُنقض حتى لو كان خطأ او لايقبله عقل ولا منطق، ولا يتماشى مع علوم العصر الحديث ولايجد تأييدا او سندا علميا له .

لقد تداول التقليد الاسلامي خرافة لايقبل بها عقل ولامنطق ولايؤيدها تاريخ ولا دليل علمي ، وتنكرها بعض الطوائف الاسلامية بينما يتبعها وبقوة طائفة اخرى الا وهي حادثة اختفاء الامام المهدي واشاعة عودته وظهوره بعد مئات السنين ، وانه سيؤلف جيشا منة عشرى الاف مقاتل ، وسيقاتل جيش اليهود ويقتل المسيخ الدجال ويصلي بالمسجد الاقصى إماما وينزل المسيح عيسى بن مريم ليصلي خلفه ، ثم ينشر العدل ثناء حكمه ويقضي على الظلم والجور والفساد .
اي انسان يموت ويختفي عن الوجود ، ثم يعود الى الوجود بعد مئات او الاف السنين ؟ ليقود البشرية وينشأ جيشا ويقاتل وينتصر ؟ اي عقل يصدق هذا القول ؟
لم يقل لنا شيوخ المسلمين الذين يوهمون الناس ليل نهار بهذه الخرافة ، كيف سيأتي وبأي وسيلة نقل سيركب ومن اين يأتي واين كان خلال فترة اختفاءه .وكيف سيظهر وبأي شكل .

الخامنئي ادعي انه نائب المهدي المنتظر، وانه سيظهر بعد ستة اشهر في ايران ، ولم يقل لنا هل يجيد المهدي اللغة الفارسية ام سيتكلم باللغة العربية معه . والتراث الاسلامي يقول انه سيظهر في الكعبة وفي المدينة المنورة ، ثم ينتقل الى الشام ليقود الجيوش ويحارب اليهود . ولاندري هل سيحارب بالسيف والرمح وسيركب الخيل ام سيقاتل بالصواريخ والقاذفات والطائرات ام باستخدام العقل والنصيحة والسياسة .
يقول التراث الاسلامي ان هناك من يمهد قبل ظهور المهدي ، وها ان شيوخ الدين الشيعة في ايران والعراق وغيره يهيئون الاذهان لوصوله حيث تم تشكيل جيش المهدي في العراق لاستقبال القائد المظفربعد ان ارتكبوا افضع جرائم القتل والخطف والتعذيب ، وان مقتدى الصدر نائبة في العراق قد اعد العدة لاستقباله وانتظار عودته الميمونه بعد غياب لمئات السنين ولانعلم اين كان يقضيها وكيف .
ان المهدي المنتظر او صاحب الزمان او المخلص المنقذ، سيحكم العالم اجمع وليس دولة او منطقة معينة من قارة .
ونقلا عن شذى احمد في مقالها "سأنتظر المهدي" تقول : " يقول الإمام الباقر....إذا قام قائمناـ الإمام المهدي ـ وضع الله يده على رؤوس العباد، فيجمع بها عقولهم، وتكتمل به أحلامهم "
وتقول ايضا : " إن الحكومة العالمية للإمام المهدي لا تتحقق بالحروب والنيران والتدمير الشامل للأعداء، وإنما تتحقق برغبة الناس إليها، وتأييدهم لها، لتكامل عقولهم ومعرفتهم " .

ونحن نقول : ان كان تكامل العقول والمعرفة ورغبة الناس تقود الى احلال السلام وبسط العدل والحق بين الناس، فما حاجة المهدي بالجيوش المقاتلة لاعادة الحق الى اهله وازالة الظلم ، ولماذا يقاتل اليهود وجيش المسيخ الدجال ، الا يكفي وضع يده على الرؤوس لاعادة عقول الناس الى الهدى والحق . وهل سيكفيه عشرة الاف مقاتل ليحكم العالم في الكرة الارضية كلها ليبسط العدل ويقضي على ظلم الحكام الجائرين في المشرق والمغرب ؟

ورد في التراث الاسلامي ، " ان جسم الإمام المهدي يشرق كما تشرق الشمس. ولا غرابة في ذلك. فإن الإمام إذا ظهر يشرق إلى الدنيا كما تشرق الشمس نهاراً، وكما يشرق القمر ليلاً " . لن اعلق على هذا القول بل اتركه للقارئ الكريم .
ان الكثير من المسلمين البسطاء مخدوعون بهذه الخرافة ويتداولون قصتها دون تفكير او تمحيص عن مدى صحتها او عقلانيتها . انهم يقبلون الموضوع على علاته دون تدقيق او استخدام العقل والمنطق لتحليل مجئ رجل دخل سرداب في سامراء واختفى فيه منذ مئات السنين ، ليظهر في الكعبة في السعودية ، تُرى كيف سيعود وبأي سلطان سيبسط العدل ؟.
انها قصة تعطي الهالة الالهية للأمام المفقود، الميت الحي ، كي تتوافق مع ايمان المسيحيين بعودة السيد المسيح في آخر الزمن بعد ارتداد الناس عن الايمان كما يقول الانجيل . وتتوافق مع ايمان اليهود بظهور مسيحهم المنتظر وكل منهم سيكون هو المخلص والمنقذ للبشرية .فهل يُستثنى الاسلام من هذه المعجزة ؟
لقد ادعى عدد من الدجالين في عدد من الدول ان كل منهم هو المهدي المنتظر، وموقع يو تيوب يزخر بأفلامهم ، والنتيجة كانت ، ان سلطات الامن في هذه الدول هي من كانت في استقبالهم بالهراوت والضرب المبرح وايداعهم السجون تحت التعذيب لادعائهم الكاذب . ونحن نقول لو ظهر المهدي المنتظر الحقيقي كانسان مثلنا ، ويخطب بين الناس انه هو الامام المهدي المنتظر حفيد الرسول ، وانه جاء ليشكل حكومة العدل ويحارب الظلم والجور، ويطيح بالحكام الظالمين، وسيطلب متطوعين في جيشه، فهل ستتركه قوات الأمن سالما ليكمل رسالته، ام سيلقى حتفه قبل ان يبدأ رسالته ؟

صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3083 - 2010 / 8 / 3 - 00:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224528 

الإمام زيد.. قتل وصلب وأحرقت جثته

الإمام زيد.. قتل وصلب وأحرقت جثته

صورة تعبيرية للإمام زيد بن على زين العابدين
  
 
 
 
الإمام زيد.. قتل وصلب وأحرقت جثته
 
 أسقط المسلمون الدولة الأموية
كتبت دينا عبد العليم

ولد الإمام زيد بن على زين العابدين بن الحسين السبط بن على بن أبى طالب، عام 78 ﻫ فى المدينة المنورة، ونشأ فى أحضان والده زين العابدين وأخيه الأكبر محمد الباقر، ودرس على يديهما العقيدة المحمدية، فكانَ الإمام زيد مضرب المثل فى العلم بشهادة أخيه الأكبر محمد الباقر، وشهد زيد فترة مهمة جداً فى تاريخ الدولة الإسلامية، وهى انتهاء الخلافة الراشدية وبداية الدولة الثانية فى الإسلام، وهى دولة الخلافة الأموية التى تأسست على يد معاوية بن أبى سفيان الذى كان والى الشام فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ثم نشب نزاع بينه وبين على بن أبى طالب بعد فتنة مقتل عثمان، حتى تنازل ابنه الحسن عن الخلافة لمعاوية بعد مقتل أبيه، فتأسست الدولة بذلك، وشهدت انتشار الاسلام خارج الجزيرة العربية، وانتقلت فيه العاصمة الإسلامية إلى دمشق.

عاصر الإمام زيد أزهى فترات الدولة الأموية، فى عهد الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية الذى تولى الخلافة عام (71-125 هـ) (691 م - 741 م)، وكان عاشر خلفاء بنى أمية، حيث امتدت حدود الدولة الإسلامية فى عهده أقصى اتساعتها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح أفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند، حيث حارب البيزنطيين واستولت جيوشه على ناربونه وبلغت أبواب فرنسا، حيث وقعت معركة بلاط الشهداء، لكن الشأن الداخلى للدولة الإسلامية وقتها لم يكن مثل الخارجى، فقد شهدت هذه الفترة تزايد العصبية القبلية بين المضرية واليمانية، واشتعلت فتن وثورات عديدة فى أنحاء الدولة وكان إمامنا زيد هو قائد أحدها، وهى ثورة الخوارج والشيعة فى الكوفة، والتى قامت بسبب السياسة الظالمة التى انتهجها هشام بن عبد الملك وغيره من حكام الدولة الأموية الذين فرضوا ضرائب إضافية كالرسوم على الصناعات والحرف، وحتى ضرائب على الزواج، فشهدت الدولة تدهورا اقتصاديا وسوء توزيع للثروة مخالفا لمبادئ الإسلام وقوانينه، بالإضافة إلى الظلم السياسى والقتل والإرهاب، وهو ما دفع زيد إلى الثورة ضد هشام بن عبد الملك.

شهدت الدولة الأموية العديد من الإنجازات قبل ثورة الإمام زيد بن على زين العابدين مثل تعريب الدواوين، وإنهاء العمل باللغة البيزنطية كلغة دولة والعمل باللغة العربية، وتكون المجتمع من خمس طبقات، الأولى هى الخلفاء وعائلاتهم، وهم أصحاب السلطة والسيادة العليا فى الدولة ولهم الصلاحيات المطلقة بها، يليهم كبار الولاة والقادة وكاتبو الدواوين، ثم فى الطبقة الثالثة العلماء، وكان احترام العامة لبضعهم يفوق احترامهم وتقديرهم للولاة والخلفاء أنفسهم، ثم كبار الأثرياء من التجار وشيوخ العشائر، وأخيراً تأتى الطبقة الخامسة وهى عامة الناس، مثل المزارعين والحرفيين وغيرهم، كما ازدهرت الحركة العلمية للدولة الإسلامية فى عهد الخلافة الأموية، فعلى الرُّغم من أن العصر الذهبى للعلوم والحضارة الإسلاميَّين كان فى العهد العباسى فقد كان للأمويين دورٌ بارز فى التمهيد لهذا الازدهار والتهيأة له، إذ أنهم أرسوا أسس التراث العلمى الذى بنى عليه العباسيون، كما شهد العصر تطور معمارى كبير حيث أنه قبل العصر الأموى كان فن العمارة العربى بسيطاً جداً ولم يتسم بالفن ولا المعالم المميزة، ولم تبدأ العمارة الإسلامية باكتساب نمط مختلف أكثر تعقيداً إلا فى العهد الأموى، حيث جاءت متأثرة كثيراً وشديدة الشبه بالعمارة البيزنطية التى كانت سائدة قبلها فى بلاد الشام، وبعد كل هذا التقدم والرقة شهدت الدولة الأموية العديد من الثورات الداخلية التى قامت لتدهور وضعها الداخلى ومن بينهم كانت ثورة الإمام زيد كما ذكرنا من قبل الى اختار الكوفة منطلقاً لثورته ودعا المسلمين لمبايعته، فأقبلت عليه الشيعة وغيرها تبايعه حتى بلغ عددهم من الكوفة فقط خمسة عشر ألف رجلا، واستشهد فى سبيل ذلك سنة ( 122 هـ)، وأمر الخليفة هشام بإخراج جثته من قبره وصلبه عرياناً، حيث بقيت جثته مصلوبة على جذع الشجرة أربعة سنوات، ثم أمر الخليفة بإحراقها، فكانت شهادته والتمثيل به حدثاً مروعاً هز وجدان الأمة الإسلامية، وأزكى فيها روح الثورة، ويمكن القول بأنه عجل سقوط الحكم الأموى، إذ لم يمض على استشهاده أكثر من 11 عاماً مليئاً بالثورات والأحداث والانتفاضات حتى إنهار الحكم الأموى وولى إلى الأبد
.

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=739211&#.UsfKwvs_U6M

قاضي القضاة و كلمة من كتابه شرح الأصول الخمسة

قاضي القضاة و كلمة من كتابه شرح الأصول الخمسة


قال الإمام قاضي القضاة في بداية شرح الأصول الخمسة : " إن سأل سائل : ما أول ما أوجب الله عليك ؟ فقل : النظر المؤدي إلى معرفة الله " ا.هـ
وهذه الجملة تشتمل على عدة أمور يلزم أن يعرفها من أراد المعرفة :
1- حد الواجب وحقيقته
2- معرفة النظر وجهة إفادته للمطلوب
هذا ما سنحاول أن نذكره في الحالات القادمة ، والهدف هو النقاش - سواء مع السوفسطي المنكر للمعرفة ، أو الملحد ، أو المخالف الذي يرى بأن جهة وجوب النظر السمع لا العقل
 
منقول

فصل الدين عن الدولة الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة الأستاذ الدكتور محمد شحرور





فصل الدين عن الدولة: لنناقش الآن أطروحة فصل الدين عن الدولة، وأطروحة الدولة العلمانية.
لقد ظهرت هذه الأطروحة ابتداء من عصر النهضة في أوروبا نظرا لتناقض مكتشفات العلم مع التفسير التوراتي للكون، ونظرا لجمود شريعة موسى حيث أن طرح التوراة والإنجيل كان مرحليا، وشريعة موسى وعيسى كانت زمانية مكانية حدية، فكانت هذه المطالبة مبررة وتنسجم مع فطرة الإنسان، لذا تم في نهاية الأمر فصل الدين عن الدولة حيث أن الديانتين المسيحية واليهودية أصبحتا في المعابد فقط وكان الابتعاد عنهما ينسجم مع فطرة الإنسان الحنيفية. هذا هو السبب الأساسي في فصل الدين عن الدولة.
أما بالنسبة للدين الإسلامي فهو دين حنيفي منسجم مع الفطرة الإنسانية ويعتمد على التشريع الإنساني ضمن حدود الله وعلى البينات المادية وإجماع أكثرية الناس على التشريع.
لنناقش الآن فصل الدين عنا لدولة من وجهة نظر إسلامية:
1 – إذا أردنا فصل دين الحق عن الدولة، فهذا يعني أن الدولة غير معنية بالبحث العلمي وتطوير مناهج التعليم والجامعات وغير معنية بربط منجزات العلم مع الحياة. والدولة لا تعنيها البينات المادية والإحصائية في رسم سياساتها المختلفة، وبالتالي فإن الدولة تقوم على المنجمين والمشعوذين والدجالين.
2 – إذا أردنا فصل منهج التشريع الإسلامي “حدود الله” عن الدولة فهذا يعني أن الدولة غير حنيفية في التشريع، والتشريع فيها حدي غير متطور، والدولة لا يهمها إجماع أكثرية الناس على التشريع المطروح ولا تأخذ بعين الاعتبار تأثير تطور المعارف على التشريع، ففي هذا يقع ظلم كبير على الناس من جراء عدم تطوير التشريع زمانا ومكانا.
3 – إذا أردنا فصل الوصايا “الفرقان” عن الدولة فهذا يعني أن الدولة غير معنية بشهادة الزور وقتل النفس وإشاعة الفاحشة ورعاية الأيتام وحنث اليمين والوفاء بالمواصفات في البيع والشراء والإنتاج.
4 – إذا أردنا فصل مفاهيم الجمال عن الدولة والتي تعتبر من الفطرة الإنسانية فهذا يعني أن الدولة غير معنية بالآداب من شعر ونثر ورسم ونحت وتصوير وغير معنية بالرياضة والنشاطات الرياضية.
الآن إذا تم فصل هذه البنود الأربعة عن الدولة ينتج لدينا سؤال هام وهو: ما هي الدولة؟ الجواب هو في هذه الحالة: الدولة هي لا شيء. قد يقول البعض إن ما نعنيه بفصل الدين عن الدولة هو العبادات فقط. أقول: لقد كفاكم النبي صلى الله عليه وسلم مؤونة هذا الفصل حيث فصلها بنفسه. فهل مارس النبي الإكراه في العبادات الصلاة والصوم والحج؟

وهل كلف أحدا بمراقبة من يصلي ومن لا يصلي، أو من يصوم أو لا يصوم، أو منأدى فريضة الحج؟

لقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العبادات أسلوب الترغيب والترهيب، أي الأسلوب التربوي البحت، لا الأسلوب السلطوي حيث نفهم أن الدولة تعني السلطة، والسلطة فيها إكراه، أي لو كانت الصلاة والصوم هي من مهام الدولة لوضعت الدولة عقوبة على تارك الصلاة والصوم، ولأكرهت الناس على أدائها.

وهذا لا يوجد في الإسلام بتاتا، حيث أن العبادات هي صلة بين العبد وربه، وكل مهمة الدولة ف العبادات تنحصر في التسهيل على الناس أداء الحد الأدنى من العبادات واحترام هذه العبادات وعدم تشجيع الناس على تركها.

وهكذا نفهم قوله تعالى:

{إن الدين عند الله الإسلام} (آل عمران 19)،

{ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (آل عمران 85).
وهكذا نجد أيضا أنه لا يوجد إنسان في الأرض إلا وله في الإسلام نصيب علم ذلك أم لم يعلم، لأن الإسلام ينسجم مع الفطرة الإنسانية “طبيعة الناس”.

قد يقول قائل إن معظم أهل الأرض في هذا المنظور ملتزمون بحدود الله ويعيشون حسب أعرافهم المتطورة، فهل يعني هذا أن معظم أهل الأرض سيدخلون الجنة؟

جاء الجواب في الكتاب أن المؤمنين منهم فقط سيدخلون الجنة، لذا أتبع قوله {الآمرون بالمعروف والناهون عنا لمنكر والحافظون لحدود الله} (التوبة 112).
بقوله {وبشر المؤمنين} (التوبة 112).

أي أن البشرى للمؤمنين من هؤلاء.

لذا فقد ورد الموقف الإلهي من الناس كافة في قوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (البقرة 62).

نلاحظ هنا أن هذه الآية تنطبق على كل أديان (الملل) أهل الأرض السماوية منها وغيرها، والشرط الأساسي هنا الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح. هنا نريد أن نصحح الخطأ الشائع وهو أن الصابئين هم أهل حران شمال شرق سوريا الذين أطلق عيهم الصابئة، والصح هو أن الصابئين من صبأ عن الأديان السماوية (الملل الثلاثة) الثلاثة ولكنه يؤمن بالله واليوم الآخر، وهذا ما نعرفه عن قول العرب في مكة عندما كان يدخل أحد منهم في دين محمد صلى الله عليه وسلم (صبأ فلان) أي خرج عن دين الآباء ودخل في دين محمد صلى الله عليه وسلم.
وهنا الصابئون من صبأ عن ديانة موسى وعيسى ومحمد ولكنه مؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحا.

من هنا نرى لماذا وضع صيغة المبني للمجهول في قوله: {فلن يقبل منه} (آل عمران 85) حيث أنه مفروغ منه أنه لن يقبل من قبل الله لقوله: {إن الدين عند الله الإسلام} ولكن هناك وجه آخر أنه (لن يقبل منه) من قبل الناس أيضا، فأي خروج من الفطرة الإنسانية في النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتشريعي فيه خروج عن الإسلام فسيؤدي ذلك بالضرورة إلى استنكار الناس له لذا فإن ميزاننا نحن المسلمين بأن أي موقف لا يوجد فيه خروج عن حدود الله وفيه العدالة النسبية “أي معتمد على البينات المادية” سيؤدي إلى غرضاء الناس ومواقة أكثرية الناس عليه.

وأي موقف يؤدي إلى احتجاج أكثرية الناس عليه فهو موقف غير إسلامي. هذا هو ميزننا الدقيق في {فطرة الله التي فطر الناس عليها} (الروم 30).
من هذا المنظور نرى أن الأحاديث الثلاثة للنبي صلى الله عليه وسلم إن صحت منسجمة تماما بعضها مع بعض:
1 – “بعثت بالحنيفية السمحة ومن خالف سنتي فليس مني” “الجامع الصغير”.
2 – “اختلاف أمتي رحمة” “الجامع الصغير ج1/12″.
3 – “كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب لسانه فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” “ذكره الجامع الصغير”.

هنا نلاحظ كيف أكد النبي صلى الله عليه وسلم على الحنيفية وأنها هي العمود الفقري لرسالته وهي سنته.

وهي بالمفهوم الذي طرحناه تحمل مفهوم السماحة وعدم العنت والتحجر، وهي ملة إبراهيم وليست ملة موسى وعيسى لذا قال “كل مولود يولد على الفطرة” حيث أن الحنيفية هي فطرة الإنسان وهي أساس الإسلام وعلق بقوله “فأبواه” وهما أكثر الناس تأثيرا عليه، ثم المجتمع يحولانه من فطرة إسلامية حنيفية إلى عقيدة متزمتة متحجرة حدية عينية لذا قال “يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” ولم يقل أو يجعلانه على ملة إبراهيم علما بأن إبراهيم جاء قبل موسى وعيسى.

أما قول النبي صلى الله عليه وسلم “اختلاف أمتي رحمة” فقد علق عليه البعض بأنه إذا كان الاختلاف رحمة فهذا يعني أن الإجماع نقمة. أقول إن الإجماع نقمة فعلاً.

فهل يمكن أن تطبق عقوبة الإخلال بالآداب العامة في باريس مثل عقوبة الإخلال بالآداب العامة في اليمن؟ إن أم الكتاب أعطتنا المجال بأن نطبق تشريعات مختلفة على حالة معينة باختلاف الزمان والمكان، وكل هذه التشريعات إسلامية بحتة.

إن الإجماع بمفهومه الإسلامي الصحيح هو إجماع أكثرية الناس على التشريع المقترح لحالة معينة في زمان ومكان معين، لا الإجماع المطلق الذي لا يحوي بعد الزمان والمكان وهذا ما يسمى بالإجماع الوهمي وهو الذي يطرحه الآن علماء الدين الإسلامي بقولهم “أجمع جمهور العلماء” حيث أن هذا الإجماع ليس أكثر من وهم يطرح على الناس.

لأنهم أخذوا آراء الفقهاء في أماكن مختلفا وأزمنة مختلفة وجمعوها وقالوا هذا هو الإجماع الذي يجب أن يتبعه المسلمون في كل زمان ومكان، إلى أن تقوم الساعة، فقتل الإسلام في مهده وتم طرحه في فراغ وفصل عن الحياة بأيديهم ولا يزالون يقاتلون من أجل فصله ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، ويظنون أن أعداء الإسلام هم الذين يريدون فصله عنا لدولة، علما بأن فصل الإسلام الحقيقي عن الدولة وبالمنظور المطروح في هذا الكتاب فيه استحالة.

هنا أريد أن أنبه إلى ناحية في غاية الأهمية وهي مبدأ الدفاع عن الحدود.

فإذا تجاوز أحد من الناس حدود الله، فإن الله سبحانه وتعالى يدافع عن حدوده لأنه هو الذي وضعها، فإذا تم تجاوز حدود الله من قبل أحد فسيقع ظلم كبير على الناس، في هذه الحالة يجب أن يتأكد الناس بأن الله سبحانه وتعالى لن يترك حدوده مستباحة، وأنه سيتدخل ويكيد لمن يخترق حدوده. أما إذا استبيحت حدود الناس كأن يصدر تشريع إنساني يضع حدودا لضرائب الدخل وفيه ظلم للناس وهو ليس من حدود الله، فعلى الناس أن تعلم أن من مهامها هي حصرا إزالة هذا الظلم والاحتجاج عليه، لا أن تضعه على عاتق الله وتنتظر تدخل الله.

إن الإنسان الذي ينتظر تدخل الله في كل شاردة وواردة في الحدود التي لا تتعلق بحدود الله هو الإنسان المستكين الذي يخضع ويتلاءم مع الأنظمة الديكتاتورية في العالم. فالله يحرس حدوده، والناس تحرس حدودها والله الموفق.
ثالثاً – إسلامية الدولة العربية بالمنظور المعاصر:
إذا سألني سائل: ما هي المواد التي يجب ان يحتويها دستور أية دولة لكي تصبح إسلامية؟ إنني أنوه هنا بالخطأين الشائعين جدا من قبل المسلمين وهما:
أ‌ – المناداة بأن دستور الدولة القرآن، وهذا خطأ لأن القرآن لا يحتوي على أي تشريع.
ب‌ – خطأ المناداة بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، لأن الشريعة الإسلامية لا تحتوي على أحكام، بل على حدود، ولا يوجد حكم حدي في الإسلام إلا في حالة الفاحشة العلنية.
فحتى تصبح الدولة العربية المنشودة أو أي دولة إسلامية يجب أن يحتوي دستورها على عقيدة التوحيد، وهذه العقيدة يعبر عنها بما يلي:
1 – إن عقيدة الدولة العربية الإسلامية فيما يتعلق بالوجود هي أن هذا الكون الذي نعيش فيه هو وجود مادي حقيقي مبني على الثنائية بالتناقضات والأزواج والأضداد وعلى تغير الصيرورة “التطور” في الأشياء وفي المجتمعات، والتناقضات الداخلية في المجتمعات تؤدي بالضرورة إلى تغير الشكل وظهور شكل جديد في المجتمع والعلاقات الاجتماعية وفي بنية الدولة. لذا فإن هذه الدولة هي دولة متطورة مبنية على البينات المادية التي يقدمها العلم الموضوعي وعلى العقل، وهذه الدولة لا يمكن أن تزول ولكن تتطور من شكل إلى آخر مادام هذا الكون قائما حتى قيام الساعة (نهاية التاريخ) وهلاك هذا الكون ليقوم على أنقاضه كون جديد خال من المتناقضات، والإنسان يتدخل في تغير الصيرورة إسراعا أو إبطاءا ولكن لا يستطيع أن يلغيها.
لذا فإن البحث العلمي وربط العلم بالحياة ودفع عجلة التطور إلى الأمام هو أحد المبررات الرئيسية لوجود هذه الدولة، في هذه المادة تكمن عقيدة توحيد الربوبية {كل شيء هالك إلا وجهه} (القصص 88). أو ما أطلقنا عليه قانون التسبيح. وأي طرح للعدالة خارج عن هذا القانون هو طرح طوباوي وهمي وإن العدالة لا يمكن أن تكون إلا نسبية مرحلية.

2 – إن التشريع في الدولة العربية الإسلامية ميتي على أنه لا يوجد شيء اسمه الشريعة الإسلامية ولكن يوجد شيء اسمه حدود الله التي وردت في أم الكتاب، والتشريع الإسلامي هو تشريع إنساني ضمن حدود الله، لذا فلا يجوز أن يصدر أي تشريع في هذه الدولة فيه تجاوز لحدود الله وإلا فهو باطل. وصاحب الحق الوحيد في وضع حدود تشريعية دائمة “ثابتة” أ تشريع حدي لا يتغير هو الله وحده. ما كل نص تشريعي حدودي أو حدي يضعه الإنسان فهو بحد ذاته متغير وقابل للإلغاء والحنف عنه ويخضع للعراف ودرجة التطور العلمي والتاريخي للمجتمع، أي للحالات التي تفرزها التناقضات الداخلية للمجتمع وحالات علاقة المجتمع مع غيره من المجتمعات، لذا فيجب أن يضم أي تشريع يصدر في هذه الدولة بندا يحدد مدة صلاحيته ووجوب إعادة النظر فيه.
3 – إن العلاقات الأخلاقية في المجتع العربي الإسلامي مبنية على الفرقان العام “الوصايا”، والدولة ملتزمة بوضع منهاج تربوي للأجيال مبني على الفرقان.

في هذين البندين تكمن عقدية توحيد الألوهية.
4 – إن الدولة العربية الإسلامية تحترم الجد والعمل والكسب والتوفير وطموحات الأفراد والجماعات في كل مجالات الحياة لذا فعلاقتها مع المواطنين لا تقوم على الحقد والحسد، وكذلك علاقة المواطنين بعضهم ببعض.
5 – في الدولة العربية الإسلامية تكفل الدولة للناس ممارسة الحد الأدنى من العبادات بالنسبة للمسلمين وغيرهم، ولا يمكن أن يصدر أي تشريع يمنع الناس من هذه الممارسة، وكذلك لا يمكن أن يصدر أي تشريع يجبر الناس على ممارسة العبادات. وكذلك لا تشجع الدولة أية جهة تحض الناس على ترك العبادات، لأن العبادات ليست موقفا سياسيا أو تشريعيا وبالتالي فإن هذه الدولة تنظر إلى مصطلح الخليفة ورجال الدين والفقهاء والمفتي والإمام على أنها ألقاب تاريخية أفرزها تفاعل الإسلام مع مراحل تاريخية مختلفة للمجتمعات العربية الإسلامية.

6 – بما أن التشريع الإسلامي تشريع حنيف ويحتاج إلى بينات مادية وإجماع أكثرية الناس على التشريع المقترح، لذا فإن الدولة العربية الإسلامية دولة ديموقراطية تقوم بنيتها الأساسية على التعددية الحزبية وحرية التعبير عن الرأي حيث يمكن أن يطرح في هذه الدولة عدة اجتهادات لمشكلة معينة وكلها إسلامية ضمن حدود الله، والمواد المطروحة أعلاه هي ضمان الديموقراطية، وفيها تكمن الأسس المتينة للوحدة الوطنية بحيث أنها تنسجم مع قوانين الطبيعة وفطرة الناس.

فصل الدين عن الدولة الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة الأستاذ الدكتور محمد شحرور


  فصل الدين عن الدولة:

لنناقش الآن أطروحة فصل الدين عن الدولة، وأطروحة الدولة العلمانية.

لقد ظهرت هذه الأطروحة ابتداء من عصر النهضة في أوروبا نظرا لتناقض مكتشفات العلم مع التفسير التوراتي للكون، ونظرا لجمود شريعة موسى حيث أن طرح التوراة والإنجيل كان مرحليا، وشريعة موسى وعيسى كانت زمانية مكانية حدية، فكانت هذه المطالبة مبررة وتنسجم مع فطرة الإنسان، لذا تم في نهاية الأمر فصل الدين عن الدولة حيث أن الديانتين المسيحية واليهودية أصبحتا في المعابد فقط وكان الابتعاد عنهما ينسجم مع فطرة الإنسان الحنيفية. هذا هو السبب الأساسي في فصل الدين عن الدولة.

أما بالنسبة للدين الإسلامي فهو دين حنيفي منسجم مع الفطرة الإنسانية ويعتمد على التشريع الإنساني ضمن حدود الله وعلى البينات المادية وإجماع أكثرية الناس على التشريع.

لنناقش الآن فصل الدين عنا لدولة من وجهة نظر إسلامية:

1 – إذا أردنا فصل دين الحق عن الدولة، فهذا يعني أن الدولة غير معنية بالبحث العلمي وتطوير مناهج التعليم والجامعات وغير معنية بربط منجزات العلم مع الحياة. والدولة لا تعنيها البينات المادية والإحصائية في رسم سياساتها المختلفة، وبالتالي فإن الدولة تقوم على المنجمين والمشعوذين والدجالين.

2 – إذا أردنا فصل منهج التشريع الإسلامي “حدود الله” عن الدولة فهذا يعني أن الدولة غير حنيفية في التشريع، والتشريع فيها حدي غير متطور، والدولة لا يهمها إجماع أكثرية الناس على التشريع المطروح ولا تأخذ بعين الاعتبار تأثير تطور المعارف على التشريع، ففي هذا يقع ظلم كبير على الناس من جراء عدم تطوير التشريع زمانا ومكانا.

3 – إذا أردنا فصل الوصايا “الفرقان” عن الدولة فهذا يعني أن الدولة غير معنية بشهادة الزور وقتل النفس وإشاعة الفاحشة ورعاية الأيتام وحنث اليمين والوفاء بالمواصفات في البيع والشراء والإنتاج.

4 – إذا أردنا فصل مفاهيم الجمال عن الدولة والتي تعتبر من الفطرة الإنسانية فهذا يعني أن الدولة غير معنية بالآداب من شعر ونثر ورسم ونحت وتصوير وغير معنية بالرياضة والنشاطات الرياضية.

الآن إذا تم فصل هذه البنود الأربعة عن الدولة ينتج لدينا سؤال هام وهو: ما هي الدولة؟ الجواب هو في هذه الحالة: الدولة هي لا شيء. قد يقول البعض إن ما نعنيه بفصل الدين عن الدولة هو العبادات فقط. أقول: لقد كفاكم النبي صلى الله عليه وسلم مؤونة هذا الفصل حيث فصلها بنفسه. فهل مارس النبي الإكراه في العبادات الصلاة والصوم والحج؟ وهل كلف أحدا بمراقبة من يصلي ومن لا يصلي، أو من يصوم أو لا يصوم، أو منأدى فريضة الحج؟ لقد استعمل النبي صلى الله عليه وسلم في هذه العبادات أسلوب الترغيب والترهيب، أي الأسلوب التربوي البحت، لا الأسلوب السلطوي حيث نفهم أن الدولة تعني السلطة، والسلطة فيها إكراه، أي لو كانت الصلاة والصوم هي من مهام الدولة لوضعت الدولة عقوبة على تارك الصلاة والصوم، ولأكرهت الناس على أدائها.

وهذا لا يوجد في الإسلام بتاتا، حيث أن العبادات هي صلة بين العبد وربه، وكل مهمة الدولة ف العبادات تنحصر في التسهيل على الناس أداء الحد الأدنى من العبادات واحترام هذه العبادات وعدم تشجيع الناس على تركها.

وهكذا نفهم قوله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} (آل عمران 19)، {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (آل عمران 85).

وهكذا نجد أيضا أنه لا يوجد إنسان في الأرض إلا وله في الإسلام نصيب علم ذلك أم لم يعلم، لأن الإسلام ينسجم مع الفطرة الإنسانية “طبيعة الناس”. قد يقول قائل إن معظم أهل الأرض في هذا المنظور ملتزمون بحدود الله ويعيشون حسب أعرافهم المتطورة، فهل يعني هذا أن معظم أهل الأرض سيدخلون الجنة؟ جاء الجواب في الكتاب أن المؤمنين منهم فقط سيدخلون الجنة، لذا أتبع قوله {الآمرون بالمعروف والناهون عنا لمنكر والحافظون لحدود الله} (التوبة 112).

بقوله {وبشر المؤمنين} (التوبة 112). أي أن البشرى للمؤمنين من هؤلاء. لذا فقد ورد الموقف الإلهي من الناس كافة في قوله تعالى: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (البقرة 62).

نلاحظ هنا أن هذه الآية تنطبق على كل أديان أهل الأرض السماوية منها وغيرها، والشرط الأساسي هنا الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح. هنا نريد أن نصحح الخطأ الشائع وهو أن الصابئين هم أهل حران شمال شرق سوريا الذين أطلق عيهم الصابئة، والصح هو أن الصابئين من صبأ عن الأديان السماوية الثلاثة ولكنه يؤمن بالله واليوم الآخر، وهذا ما نعرفه عن قول العرب في مكة عندما كان يدخل أحد منهم في دين محمد صلى الله عليه وسلم (صبأ فلان) أي خرج عن دين الآباء ودخل في دين محمد صلى الله عليه وسلم. وهنا الصابئون من صبأ عن ديانة موسى وعيسى ومحمد ولكنه مؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحا.

من هنا نرى لماذا وضع صيغة المبني للمجهول في قوله: {فلن يقبل منه} (آل عمران 85) حيث أنه مفروغ منه أنه لن يقبل من قبل الله لقوله: {إن الدين عند الله الإسلام} ولكن هناك وجه آخر أنه (لن يقبل منه) من قبل الناس أيضا، فأي خروج من الفطرة الإنسانية في النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتشريعي فيه خروج عن الإسلام فسيؤدي ذلك بالضرورة إلى استنكار الناس له لذا فإن ميزاننا نحن المسلمين بأن أي موقف لا يوجد فيه خروج عن حدود الله وفيه العدالة النسبية “أي معتمد على البينات المادية” سيؤدي إلى غرضاء الناس ومواقة أكثرية الناس عليه.

وأي موقف يؤدي إلى احتجاج أكثرية الناس عليه فهو موقف غير إسلامي. هذا هو ميزننا الدقيق في {فطرة الله التي فطر الناس عليها} (الروم 30).

من هذا المنظور نرى أن الأحاديث الثلاثة للنبي صلى الله عليه وسلم إن صحت منسجمة تماما بعضها مع بعض:

1 – “بعثت بالحنيفية السمحة ومن خالف سنتي فليس مني” “الجامع الصغير”.

2 – “اختلاف أمتي رحمة” “الجامع الصغير ج1/12″.

3 – “كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب لسانه فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” “ذكره الجامع الصغير”.

هنا نلاحظ كيف أكد النبي صلى الله عليه وسلم على الحنيفية وأنها هي العمود الفقري لرسالته وهي سنته. وهي بالمفهوم الذي طرحناه تحمل مفهوم السماحة وعدم العنت والتحجر، وهي ملة إبراهيم وليست ملة موسى وعيسى لذا قال “كل مولود يولد على الفطرة” حيث أن الحنيفية هي فطرة الإنسان وهي أساس الإسلام وعلق بقوله “فأبواه” وهما أكثر الناس تأثيرا عليه، ثم المجتمع يحولانه من فطرة إسلامية حنيفية إلى عقيدة متزمتة متحجرة حدية عينية لذا قال “يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” ولم يقل أو يجعلانه على ملة إبراهيم علما بأن إبراهيم جاء قبل موسى وعيسى.

أما قول النبي صلى الله عليه وسلم “اختلاف أمتي رحمة” فقد علق عليه البعض بأنه إذا كان الاختلاف رحمة فهذا يعني أن الإجماع نقمة. أقول إن الإجماع نقمة فعلاً. فهل يمكن أن تطبق عقوبة الإخلال بالآداب العامة في باريس مثل عقوبة الإخلال بالآداب العامة في اليمن؟ إن أم الكتاب أعطتنا المجال بأن نطبق تشريعات مختلفة على حالة معينة باختلاف الزمان والمكان، وكل هذه التشريعات إسلامية بحتة.

إن الإجماع بمفهومه الإسلامي الصحيح هو إجماع أكثرية الناس على التشريع المقترح لحالة معينة في زمان ومكان معين، لا الإجماع المطلق الذي لا يحوي بعد الزمان والمكان وهذا ما يسمى بالإجماع الوهمي وهو الذي يطرحه الآن علماء الدين الإسلامي بقولهم “أجمع جمهور العلماء” حيث أن هذا الإجماع ليس أكثر من وهم يطرح على الناس. لأنهم أخذوا آراء الفقهاء في أماكن مختلفا وأزمنة مختلفة وجمعوها وقالوا هذا هو الإجماع الذي يجب أن يتبعه المسلمون في كل زمان ومكان، إلى أن تقوم الساعة، فقتل الإسلام في مهده وتم طرحه في فراغ وفصل عن الحياة بأيديهم ولا يزالون يقاتلون من أجل فصله ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، ويظنون أن أعداء الإسلام هم الذين يريدون فصله عنا لدولة، علما بأن فصل الإسلام الحقيقي عن الدولة وبالمنظور المطروح في هذا الكتاب فيه استحالة.

هنا أريد أن أنبه إلى ناحية في غاية الأهمية وهي مبدأ الدفاع عن الحدود.

فإذا تجاوز أحد من الناس حدود الله، فإن الله سبحانه وتعالى يدافع عن حدوده لأنه هو الذي وضعها، فإذا تم تجاوز حدود الله من قبل أحد فسيقع ظلم كبير على الناس، في هذه الحالة يجب أن يتأكد الناس بأن الله سبحانه وتعالى لن يترك حدوده مستباحة، وأنه سيتدخل ويكيد لمن يخترق حدوده. أما إذا استبيحت حدود الناس كأن يصدر تشريع إنساني يضع حدودا لضرائب الدخل وفيه ظلم للناس وهو ليس من حدود الله، فعلى الناس أن تعلم أن من مهامها هي حصرا إزالة هذا الظلم والاحتجاج عليه، لا أن تضعه على عاتق الله وتنتظر تدخل الله.

إن الإنسان الذي ينتظر تدخل الله في كل شاردة وواردة في الحدود التي لا تتعلق بحدود الله هو الإنسان المستكين الذي يخضع ويتلاءم مع الأنظمة الديكتاتورية في العالم. فالله يحرس حدوده، والناس تحرس حدودها والله الموفق.

ثالثاً – إسلامية الدولة العربية بالمنظور المعاصر:

إذا سألني سائل: ما هي المواد التي يجب ان يحتويها دستور أية دولة لكي تصبح إسلامية؟ إنني أنوه هنا بالخطأين الشائعين جدا من قبل المسلمين وهما:

أ‌ – المناداة بأن دستور الدولة القرآن، وهذا خطأ لأن القرآن لا يحتوي على أي تشريع.

ب‌ – خطأ المناداة بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، لأن الشريعة الإسلامية لا تحتوي على أحكام، بل على حدود، ولا يوجد حكم حدي في الإسلام إلا في حالة الفاحشة العلنية.

فحتى تصبح الدولة العربية المنشودة أو أي دولة إسلامية يجب أن يحتوي دستورها على عقيدة التوحيد، وهذه العقيدة يعبر عنها بما يلي:

1 – إن عقيدة الدولة العربية الإسلامية فيما يتعلق بالوجود هي أن هذا الكون الذي نعيش فيه هو وجود مادي حقيقي مبني على الثنائية بالتناقضات والأزواج والأضداد وعلى تغير الصيرورة “التطور” في الأشياء وفي المجتمعات، والتناقضات الداخلية في المجتمعات تؤدي بالضرورة إلى تغير الشكل وظهور شكل جديد في المجتمع والعلاقات الاجتماعية وفي بنية الدولة. لذا فإن هذه الدولة هي دولة متطورة مبنية على البينات المادية التي يقدمها العلم الموضوعي وعلى العقل، وهذه الدولة لا يمكن أن تزول ولكن تتطور من شكل إلى آخر مادام هذا الكون قائما حتى قيام الساعة (نهاية التاريخ) وهلاك هذا الكون ليقوم على أنقاضه كون جديد خال من المتناقضات، والإنسان يتدخل في تغير الصيرورة إسراعا أو إبطاءا ولكن لا يستطيع أن يلغيها.

لذا فإن البحث العلمي وربط العلم بالحياة ودفع عجلة التطور إلى الأمام هو أحد المبررات الرئيسية لوجود هذه الدولة، في هذه المادة تكمن عقيدة توحيد الربوبية {كل شيء هالك إلا وجهه} (القصص 88). أو ما أطلقنا عليه قانون التسبيح. وأي طرح للعدالة خارج عن هذا القانون هو طرح طوباوي وهمي وإن العدالة لا يمكن أن تكون إلا نسبية مرحلية.

2 – إن التشريع في الدولة العربية الإسلامية ميتي على أنه لا يوجد شيء اسمه الشريعة الإسلامية ولكن يوجد شيء اسمه حدود الله التي وردت في أم الكتاب، والتشريع الإسلامي هو تشريع إنساني ضمن حدود الله، لذا فلا يجوز أن يصدر أي تشريع في هذه الدولة فيه تجاوز لحدود الله وإلا فهو باطل. وصاحب الحق الوحيد في وضع حدود تشريعية دائمة “ثابتة” أ تشريع حدي لا يتغير هو الله وحده. ما كل نص تشريعي حدودي أو حدي يضعه الإنسان فهو بحد ذاته متغير وقابل للإلغاء والحنف عنه ويخضع للعراف ودرجة التطور العلمي والتاريخي للمجتمع، أي للحالات التي تفرزها التناقضات الداخلية للمجتمع وحالات علاقة المجتمع مع غيره من المجتمعات، لذا فيجب أن يضم أي تشريع يصدر في هذه الدولة بندا يحدد مدة صلاحيته ووجوب إعادة النظر فيه.

3 – إن العلاقات الأخلاقية في المجتع العربي الإسلامي مبنية على الفرقان العام “الوصايا”، والدولة ملتزمة بوضع منهاج تربوي للأجيال مبني على الفرقان.

في هذين البندين تكمن عقدية توحيد الألوهية.

4 – إن الدولة العربية الإسلامية تحترم الجد والعمل والكسب والتوفير وطموحات الأفراد والجماعات في كل مجالات الحياة لذا فعلاقتها مع المواطنين لا تقوم على الحقد والحسد، وكذلك علاقة المواطنين بعضهم ببعض.

5 – في الدولة العربية الإسلامية تكفل الدولة للناس ممارسة الحد الأدنى من العبادات بالنسبة للمسلمين وغيرهم، ولا يمكن أن يصدر أي تشريع يمنع الناس من هذه الممارسة، وكذلك لا يمكن أن يصدر أي تشريع يجبر الناس على ممارسة العبادات. وكذلك لا تشجع الدولة أية جهة تحض الناس على ترك العبادات، لأن العبادات ليست موقفا سياسيا أو تشريعيا وبالتالي فإن هذه الدولة تنظر إلى مصطلح الخليفة ورجال الدين والفقهاء والمفتي والإمام على أنها ألقاب تاريخية أفرزها تفاعل الإسلام مع مراحل تاريخية مختلفة للمجتمعات العربية الإسلامية.

6 – بما أن التشريع الإسلامي تشريع حنيف ويحتاج إلى بينات مادية وإجماع أكثرية الناس على التشريع المقترح، لذا فإن الدولة العربية الإسلامية دولة ديموقراطية تقوم بنيتها الأساسية على التعددية الحزبية وحرية التعبير عن الرأي حيث يمكن أن يطرح في هذه الدولة عدة اجتهادات لمشكلة معينة وكلها إسلامية ضمن حدود الله، والمواد المطروحة أعلاه هي ضمان الديموقراطية، وفيها تكمن الأسس المتينة للوحدة الوطنية بحيث أنها تنسجم مع قوانين الطبيعة وفطرة الناس.








  فصل الدين عن الدولة   الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة  الأستاذ الدكتور محمد شحرور




lundi 22 décembre 2014

نزار قباني .. قصيدة الخطاب

نزار قباني .. قصيدة الخطاب


لكأنك يا نزار تعيش أيامنا .. أو هي أنظمتنا القمعية و حكامنا ما زالت كما كانت منذ تلك الأيام :


نزار قباني .. قصيدة الخطاب


أوقفوني
وأنا أضحك كالمجنون وحدي
من خطاب كان يلقيه أمير المؤمنين
كلّفتني ضحكتي عشرَ سنينْ
سألوني ، وأنا في غرفةِ التحقيقْ ، عمّن حرّضوني
فضحكت ..
وعن المال ، وعمّن موّلوني
فضحكت ..
كتبوا كلَّ إجاباتي .. ولم يستجوبوني

قال عنّي المدّعي العام ، وقال الجند حين اعتقلوني :
إنني ضدَّ الحكومة
لم أكن أعرف أنَّ الضحك يحتاج لترخيص الحكومة
ورسوم ، وطوابع ..
لم أكن أعرف شيئاً .. عن غسيل المخِّ ..
أو فرم الأصابع

فعلى طول الصحارى العربية
ممكن أن يكتب الإنسان ضدَّ الله .. لا ضدَّ الحكومة
فاعذروني ، أيّها السّادة ، إن كنت ضحكت
كان في ودّي أن أبكي .. ولكنّي ضحكت




كنت بعد الظهر في المقهى .. وكان البهلوان
يلبس الطرطور بالرأس .. ويلقي كلَّ ما يطلبهُ المستمعون
عن حزيران الذي صار مع الأيام .. ما يطلبهُ المستمعون
واحتفالا مثل عيد الفطرِ والأضحى
أراجيح ، وكعكا ، وفطائر.
وزيارات مقابر
كنت أسترجع أفكاري ،وكان المخبرون
كالجراثيم .. على كلِّ الفناجين ، وفي كلِّ الصحون
كنت أصغي .. كألوف البسطاء الطيّبين
لكلام البهلوان
وهو يحكي .. ثم يحكي .. ثم يحكي

مثل صندوق العجائب
وتذكّرت ليالي رمضان
وأرجواز الذي كان له ألف لسان ولسان
وتذكّرت فلسطين التي صارت حقيبة
ما لها في الأرض صاحب
كان في حنجرتي ملح ، وحزني كان في حجم الكواكب
فاعذروني ، أيّها السّادة ، إن حطّمت صندوق العجائب
وتقيّأت على وجه أمير المؤمنين
وكبيرِ الياوران
واسترحت ..
كان في ودّي أن أبكي ..
ولكنّي ضحكتْ ..




نشروا في صحف اليوم تصاويري .. على أوّل صفحة
واعترافاتي على أول صفحة
فضحكت ..
قدّموني للإذاعات طعاما ، ولأسنان الصحافة
جعلوني دون أن أدري خرافة
ربطوني بالسّفارات .. وأحلاف الأجانب
فضحكت ..
إنني لم أشتغل من قبل قوّادا .. ولا كنت حصانا للأجانب

أنا عبد من عباد الله مستور ومغمور ، ومحدود المواهب
أسمع الأخبار كالناس .. وأستقبل مأمور الضرائبْ
زوجتي طيّبة القلب ، وعندي ولدان
وأبي حارب ضدَّ التُرك في الشام .. ومات
أنا لا أفهم في النحوِ .. وفي الصرف .. وفي علم الكلام
غير أني لم أعدْ أفهم من بعد حزيران الكلام
لم أعدْ أهضم حرفا .. من أكاذيب أمير المؤمنين
صارت الألفاظ مطاطا ..
وصارت لغة الحكّامِ صمغا وعجين
خدّروني بملايين الشعارات .. فنمت
وأروني القدس في الحلم
ولم أجد القدس ، ولا أحجارها ، حينَ استفقت
فاعذروني ، أيّها السّادة ، إن كنت ضحكت
كان في ودّيَ أن أبكي .. ولكنّي ضحكت




كنت في المخفر مكسورا .. كبللور كنيسة
نافخا سورة ياسين بوجه القاتلين
لم أكن أملك إلا الصبر .. والله يحب الصابرين
وجراحي .. كبساتين أريحا
يمطر الياقوت منها .. ويضوع الياسمين
وفلسطين على الأرض .. حقيبة
سقطت تحت نعال المخبرين
لم يزرني أحد في السجن
إلا جبل الكرمل والبحر وشمس الناصرة
كنت وحدي ..
وملوك الشرق كانوا جثثا فوق مياه الذاكرة
كنت مجروحا .. ومطروحا على وجهي ، كأكياس الطحين
أيّها السّادة : لا تندهشوا ..
كلّنا في نظر الحاكم .. أكياس طحين

كلّنا بعد حزيران خراف
نتسلّى بحشيش الصبر .. والله يحبُّ الصابرين




أيّها السّادة :
إني وارث الأرض الخراب
كلّما جئت إلى باب الخليفة
سائلا عن شرمِ الشيخِ وعن حيفا ..
و رام الله و الجولان أهداني خطاب
كلّما كلّمته جل جلاله
عن حزيران الذي صار حشيشا .. نتعاطاه صباحا ومساء
واحتفالا مثل عيد الفطر ، والأضحى ، وذكرى كربلاء
ركب السيّارة المكشوفة السقف .. وغطّى صدره بالأوسمة
ورشاني بخطاب
كلّما ناديته : يا أمير البر .. والبحر .. ويا عالي الجناب
سيف إسرائيل في رقبتنا
سيف إسرائيل في رقبتنا
سيف إسرائيل في رقبتنا
ركب السيّارة المكشوفة السقف .. إلى دار الإذاعة
ورشاني بخطاب
ورماني بين أسنان الجواسيس ، وأنياب الكلاب
فاعذروني ، أيّها السّادة ، إن كنت كفرت
وصفوا لي صبر أيّوب دواء .. فشربت
أطعموني ورق النشّاف .. ليلا ونهارا .. فأكلت
أدخلوني لفلسطين على أنغام ما يطلبه المستمعون
أدخلوني في دهاليز الجنون
فاعذروني أيّها السّادة إن كنت ضحكت
كان في ودّي أن أبكي ..
ولكنّي ضحكتْ


mercredi 17 décembre 2014

ابن تيمية يقول : كلما ازددت قربا الى العرش ازددت قربا الى الشاب الأمرد



ابن تيمية يقول : كلما ازددت قربا الى العرش ازددت قربا الى الشاب الأمرد

 

ابن تيمية يقول : كلما ازددت قربا الى العرش ازددت قربا الى الشاب الأمرد


اسس ابن تيمية عقيدة منكرة كفرية وهي : ان الله في السماء جالس على العرش .
فرتب على هذه العقيدة مسألة القرب المكاني فقال :
1- الذين يحملون العرش اقرب الى الله من جميع المخلوقات قربا مكانيا
2- ملائكة السماء العليا أقرب الى الله تعالى من ملائكة السماء الثانية ، والثانية اقرب الى الثالثة وهكذا
3- ان النبي (ص) عندما عرج به الى السماء صار يزداد قربا مكانيا الى الله تعالى من جلوسه ي الارض
وهذه العقائد كلها عقائد كفرية مسيحية يهودية .
لانه يلزم منها ان يكون الله في مكان ومحدود وليس في كل مكان ، وجسم .
وكل ذلك باعتقاده بان الله شاب امرد حليوة جعد قطط
جاء في مجموع فتاوى ابن تيمية ج6 ص7
جمع وترتيب : عبد الرحمن بن محمد بن قاسم ، وساعده ابنه محمد
طبع بأمر : خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ال سعود

(( الثالث قول أهل السنة والجماعة الذين يثبتون ان الله على العرش وأن حملة العرش اقرب اليه ممن دونهم وان ملائكة السماء العليا أقرب الى الله من ملائكة السماء الثانية وان النبى لما عرج به الى السماء صار يزداد قربا الى ربه بعروجه وصعوده وكان عروجه الى الله لا الى مجرد خلق من خلقه وان روح المصلى تقرب الى الله فى السجود وان كان بدنه متواضعا وهذا هو الذى دلت عليه نصوص الكتاب .))

الرابعة آه


الرابعة آه....يا رب.. لا تربّح السّلفيّة في الصّبح و العشيّة...



الرابعة آه
منها  آه ..
ذات صباح
 بالمحطّة
في إِحْدى قرى الجنوب
بالطّريق  الرّابطة 
بين الجنة و النّار
شفتها حاطّة الحطّة
في جلبابها
حسبتها رَاهبة
حَبِّيتَها
و قلبي تعلّق بِيهَا
وصِرْت ..
لا اصبر عن لقاها
حتى 
انّه خُيَّل إلي 
أَنِّي أسعد لمَّا أراهَا


و دارت الايّام
فتبخّرت الاحلام
 الرّاهبة
نعم الرّاهبة
تطلع قطّة
ذات خطّة
يا للورطة
 وقعت فيها
لان لقائي بيها
 كان اكْبر غَلْطَة
و اكْبر سقْطة
  ما أعْرف أَدَاوِيهَا
لانّي حبِّيتَها
و قلبي هوَاها
 و لمْ يعدْ
بوسعِي أنْساها
فيااااربّ ..
اشفِينِي
من جُنُونِي
و فتَّحْ عُيُونِي
   لأَرَاهَا
و ياااا ربّ..
 أَحْمِيني
مِنْ شرّها
و بَلاَهَا



 



******






الرابعة اه ...منها...اه
قصتي مع القطة
طويلة
...
طول الليل و النهار

... اول مرة شفتها بالمحطة

في احدى القرى الجنوب

بالطريق الرابطة
 
 بين الجنة و النار

في جلبابها 
حسبتها راهبة

تطلع قطة

ذات خطة
   
 
***
  و بعد ايام قليلة
جاءتني  بالبيت 

 تمشي ببطئ 
 
 ما بيدها  غير شنطة
تتبخطر 

 و تتمخطر 
  مثل البطة
 
 
 فرحت بها 
لكن فرحي لم يطول
  لاني اكتشفت نفسي مهبول  ..
 
 
 مجرد وهم  
عند ضعاف العقول 
 
كل
الذين يبحثون عن لذة زائفة..
  اكتشفت نفسي ضحية  مخادعة
 ماكرة
جسد ملاك داخله غول
اسقتني عسلا 
داخله سُمْ 
فكان حبي لها زلة
و أسوأ سقطة
و اكبر غلطة
 
و لم اجني منها غير الألَمْ
و الضياع و الندم 
***
  الله لا تربح السلفيّة
في الصّبح و العشيّة
غلطتوني مع البنيّة 
 
الاولى بنت العَمْ..
 
 الثانية  من نفس المكان
 
  قريبة لكنها ليست قرابة دم
 
 اما الثالثة نصف عربية هي  اقرب للعجم..
 
 
 
 ***
 
  الله لا تربح السلفيّة
في الصّبح و العشيّة
غلطتوني مع البنيّة 
 ***
 
  قالت السلفيّة:
دين الأنثى مظهرها

و قالت  السلفيّة  : 
اللّبسة لبّ الدّين
 
 لذلك
لما شفتها ظننت  خيرا  فيها
  حتى اني  اعجبت بيها
 و  قلبي هواها
وحسبتها
 اجمل هدية

و احلى امنية 
  الاقتران بيها العمر كله
 
  حتى اخر لحظة في حياتي 
 كانت في نظري اجمل حلم
  فعلا كنت احلم بحياة   زوجية سعيدة..
 ظننت فيها خيرا
 تصورتها مؤمنة و صادقة
 لمولاها وفيّةمتعلمة للخط و لكتابه حافظة
لا تعصي له أمرا و لا جاه  الرابعة اه...منها...اه
رايتها في جلبابها
 
 
 
واقفة بالمحطة
 
 
  
 
 
 بدنها كاملا مغطى
من رأسها للقدمين
حسبتها راهبة







تطلع قطّة





ذات خطّة

يا للورطة
وقعت فيها
الله يسامحك
 يا أمي
و يغفر لك الغفّار
حبيّتها من اجلك
و غريزة العار
 حبيتها
رغم ان يديها الاثنين يسار
الله لا تربّح المقبور
جبرني نركب البابور
و نترك
ناسي في عزلة بالديار
كنت اظن ان الراهبة
حل لعزوبيتي
و تصورتها تنوبني في ازمتي
و تكون للوالدة
سند و اقرب جار
في حالتي و وضعي
ما عندي اختيار





بعد ما كانت تنام على صدري 
 
و لمّااا أخرُجْ تصيح ورائي 
 
  حبي..يا حبي..  
 
من يناديني؟ 
 
التفت أجدها ورائي تجري  
 
مثل تونسي لاحق الكار





*** عمْلَتْ جنْاحينْ و طارَتْ بَكْري في ظرف مشوار
 
  و ترَكَتْنِي  في غربتي .. في امْري محْتَار  
و لم يبقى في قلبي غير جَمْرة و نارْ
  لاتربّحِكْ يا عَكْرِي هدّمتي وكْري وشوّشْتِي فِكْرِي و كَرَّهْتِينِي في كل ربَّة دَارْ


**************** و اليوم اه منها اه...
و من الزمان الغدّار..
لو أتبعها
 تدخلني نار

بعد الفرحة و الغبطة
و الأيام الحلوة
أذاقتني المرار

حتى اختلط عليّ
اللّيلْ بالنّهارْ


***
دارت الأيام
و غابت الأحلام
وجاء يوم الميعاد ها هي بانت حقيقتها
حقيقة قلبها الغدار

قلبها القاسي كالحجارة 
بل اشد قسوة
لا تعرف رحمة
 و لا حنان
طلعت أشوم من كل سابقاتها
اشوم حتى من ابليس اللعين

انها الدمار
و لم يكفها سوء العشرة
لقد أضحكت علي كل العشيرة
و الديار
****

الرابعة اه... منها ...اه
رأيتها في جلباها حسبتها راهبة
تطلع قطة
 ذات خطة 
يا للورطة
 وقعت فيها
لان روحي
 تعلقت بيها
و لم اعد اتحمل البعد عنها الرابعة
اه منها اه
أذاقتني أنواع الذل

 و الإهانة
و عذبتني

 عذاب شين 
لعدة سنين
  كأني قاتل أبوها
أو أمها بل الاثنين

حتى كرهتني في كل انثى
و كرهت حتى الورد و الياسمين

ندمتني في معرفتها
و معرفة السلفية 
ذي الذكر اللعين
و اليوم اصبحت متشائما من كل بنات حواء الخداعين
في ركن بيتي بالغربة على نفسي منطوي حزين
ابكي ...عمري
اللعين...
ضيعته في التفاهة و التافهين
عمري ...ضاع كما ضاع   ملايين المساكين

كما ضاع المستضعفين
  حياتهم بائسة
كلّها اهات و أنين

الواحد منا يرفع رجل من الطّين
تغرق الأخرى
و كأننا نقاوم في صخرة
كالطّير مكسور الجناحين

منذ الطفولة
لا حب و لا حنين

لا شبعه في البطن ..
و لا متعة عين

هذا ما جناه علينا ابوينا...
حب الجنس و البنين

****



و دارت الايّام
فتبخّرت الاحلام
الراهبة اصبحت لعوب
و تحولت الى قطة
ذات خطة

بالمساء قبل الغروب
... أوقعتني في ورطة
يستحيل النجاة منها
فكانت اكبرغلطة
واكبر سقطة

  لن اعرف اداويها
اصابني داء القلوب
من فتاة لعوب
الرابعة آه منها آه


***


 عدِّي النُّجُومْ و الحصى و الشَّجرْ
 انت و انا والعُمر
و الآن كل شيء
انتهى و انكسرْ

ممكن تحصي  السنين
و ايام الجمر

و الانين 
و طعْمه المرْ
 قلتِم قضاءْ و قدرْ

رغم ذلك أنا  آسف
 أنّي ضيّعت وقتي معك هدر

بلا فائدة تذكر
كمْ اتْعَبْتنِي 
يا من للجميل ناَكِرْ
لم  تحمدْ الله يوما 
 و لم تشكرْ
بل شتمتني 
امام العشيرة
و الديار..
دارْ..دارْ
و اشبعتني ثلْباً 
و غدراً يا غدّارْ
و اليوم 
لم يبقى لك عندي عُذرْ
و اليوم 
اودّعك  الوداع الاخيرْ
تذكري انك سبّاقة في الغدر 
و الهجرْ لا تربحك يا سلفية في الصبح و العشية





نقّحت في 
 صيف2011
و في اكتوبر 
 2013 


 بعد ما كانت تنام على صدري
و لمّااا أخرُجْ
تصيح ورائي ..
حبي..
 يا حبي..
التفت
أجدها ورائي
 تجري
مثل تونسي لاحق الكار
***
عمْلَتْ جنْاحينْ
و طارَتْ بَكْري
و ترَكَتْنِي
في امْري محْتَار
و لم يبقى في قلبي
غير جَمْرة و نارْ
لاتربّحِكْ يا عَكْرِي
 هدّمتي وكْري
وشوّشْتِي فِكْرِي 
و كَرَّهْتِينِي في كل ربَّة دَارْ




يا رب..
 لا تربّح السّلفيّة
في الصّبح و العشيّة
غلّطْوني مع البنيّة
قالوا
دين الأنثى مظهرها
و   اللّبسة لبّ الدّين
 لذلك لمّا شفتها  نفسي اطمأنت لها
وقلبي هواها
حتى انّي حسبتها اجمل هديّة
من الله
***
 
***
(السلفية على الصورة تحمل لافتة الشيوعيّة )
(لافتة الجبهة الشعبيّة بعاصمة الساحل تونس) 
http://taha14.blogspot.fr/2013/10/blog-post_5075.html